كتب أحمد مولانا
بعيداً عن نظريات المؤامرة التي ترويها العديد من الكتب مثل كتاب “أحجار على رقعة الشطرنج”، وكتاب “حكومة العالم الخفية”، إلا أنه في المقابل توجد بالفعل منتديات ونوادي وملتقيات خاصة تجتمع فيها النخب السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية لمناقشة الملفات ذات الأولوية، وتبادل الرأي حولها، وصياغة مقترحات وبرامج وخطط للتعامل معها.
بعض تلك النوادي النخبوية مفتوحة للجمهور والتغطية الإعلامية، مثل منتدى دافوس الذي بدأ انعقاده في عام 1971، بهدف تحسين وضع العالم، بحسب الوثائق التأسيسية له، لكن البعض الآخر مغلق أمام الجمهور، ويُحظر على وسائل الإعلام تغطيته، مثل اللقاء السنوي لنادي بلدربيرغ الذي تحضره أعداد محدودة لا تتجاوز 150 شخصاً، والذي تحدث عنه جاريد كوشنر كبير مستشاري ترامب وزوج ابنته في مذكراته قائلاً إنه (أحد أكثر التجمعات سرية في العالم، إذ يجمع كبار القادة الحكوميين، فضلاً عن أبرز رجال الصناعة والأوساط الأكاديمية. حيث يجتمعون كل عام في بلد مختلف منذ عام 1954 بهدف تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا).
يوضح كوشنر أنه حضر اجتماع عام 2019 المنعقد بسويسرا كي يشرح للحضور خطته للسلام في الشرق الأوسط، الشهيرة باسم صفقة القرن، قبل إعلانها رسمياً، وأيضاً بهدف الاجتماع مع كيريل ديميترييف الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي، والمقرب من بوتين، لإطلاعه بشكل مفصل على خطته للسلام، بهدف إقناع الرئيس الروسي بدعمها، وهو ما يكفل تناول خطة كوشنر بشكل ودي بعيداً عن اللقاءات الرسمية.
ومؤخرا نشر موقع إنتليجنس أونلاين تقريرا مطولاً عن “نادي كوزموس” يستند إلى ملفات لوكالة الاستخبارات المركزية رفعت عنها السرية.ووفق حديث مسؤول سابق بوكالة الاستخبارات المركزية انضم للنادي بعد تقاعده (فإن عضوية النادي تتعلق بسيرة العضو الذاتية ونفوذه أكثر مما تتعلق بثروته).
يقع نادي كوزموس في منزل بُني في عام 1878 بواشنطن، ويتمتع بشروط عضوية خاصة، تكفل أن ينضم له أفراد النخبة الأمريكية فقط، وانضم لعضويته ثلاثة رؤساء أمريكيين، ونائبان للرئيس، و14 قاضياً في المحكمة العليا عبر تاريخه، بالإضافة إلى 36 فائزاً بجائزة نوبل، و61 فائزاً بجائزة بوليتزر، كما انضم للنادي كبار مسؤولي وكالة الاستخبارات المركزية الذين استخدموه لعقد اجتماعات عمل.